الأحد، 25 سبتمبر 2016

الأحد، 25 سبتمبر 2016

كيف تطورت تقنيات عد ارقام الطوابق فى المصاعد

موضوعنا الحالى يتعرض لعملية عقلية تعد من المهام الرئيسية للمصاعد سواء التقليدية منها او الحديثه وهى التى تتعلق بكيفية امتلاك نظام التشغيل القدره على عد وحساب ارقام الطوابق اثناء التحرك كما سنتناول مراحل تطور هذه التقنية من حيث فكرة العمل ومتطلبات انجاز المهمة
اوضحنا سابقا ان عملية معرفة نظام تشغيل المصعد بمكان تواجد العربه تعد خصوصية للتحكم فى المصاعد وربما لا توجد هذه الميزه فى كثير من تطبيقات التحكم الالى الاخرى فبمجرد معرفه المكان الفعلى للعربة على مسار الحركه يكون النظام قادرا على اختيار الاتجاه الصحيح للحركه التالية مع مراعاة انه من السهولة التأكد من ان العربة موجودة فى الطابق الارضى او الاخير نظرا لوجود حساسات نهاية المشوار فى كلا من الطابقين حتى مع فصل التيار الكهربى واعادته يبقى النظام قادرا على ذلك نظرا لثبات حالة تلك الحساسات اذا كانت العربه تمارس تأثير فتح او اغلاق نقاط احداها
حساسات نهاية اتجاه ومشوار
ولكن تكمن الصعوبة هنا فى تحديد مكان العربه اثناء التحرك بين الطابقين الارضى والاخير فأصبحنا بحاجة الى تزويد نظام تشغيل المصاعد بعملية عقلية اخرى تمكنه من عد الطوابق بطريقه تلقائية هذه العملية ستساعدنا على تحديد مكان العربه وكذلك الوصول الى الطابق المقصود بدقه ان الامر هنا اشبه بصعودنا درجات السلم لمبنى مرتفع الطوابق فتلقائيا نقوم بعد الادوار اثناء الصعود خاصه اذا كانت احد الطوابق قبل الاخير هى وجهتنا والعكس اذا كنا ننزل على الدرج الى دور من الادوار قبل الارضى ينبغى ان نعلم مكاننا بدقه وكذلك يجب ان نعد ارقام الطوابق التى نهبطها واذا كان مكان تواجدنا غير معلوم بدقه ولم نعد سيحدث ارتباك وضياع فى الوقت واستهلاك طاقه اكبر
كذلك يحتاج نظام تشغيل المصعد لكلا من الخاصيتين معرفة مكان تواجد العربه وعد ارقام الادوار اثناء الحركه صعودا وهبوطا حفاظا على الدقه والوقت والجهد
ولقد مرت طريقه معرفة نظام تشغيل المصعد بعد ارقام الطوابق اثناء الحركه بثلاث مراحل رئيسية وهى كالتالى
مرحلة تثبيت حاله الحساسات المستخدمه فى العد
مرحلة استخدام نبضات كهربية او موجيه فى العد
مرحلة الانظمة الحديثه فى البنايات شاهقة الارتفاع


المرحلة الاولى تطبيق العمل بتثبيت حالة الحساسات

فى المراحل الاولى تم تطبيق تقنية العد باستخدام حساسات ميكانيكيه يتم تركيب حساس لكل طابق يتصل هذا الحساس بمرحل وهو مانسميه بالريليه فباستخدام  هذه الثنائى يستطيع النظام التأكد من وجود العربه على اى طابق فوجود العربة على الطابق الارضى تكون ممارسه لتأثير على حساس نهاية الاتجاه السفليه وبمجرد اقلاعها الى الطابق الاول علوى ستمارس تأثيرا على الحساس المقترن بنفس الطابق فيخبر النظام بأن العربه فى الطابق الاول علوى وهكذا حتى تصل للطابق الاخير حيث نهاية الاتجاه العلويه كانت هذه الطريقه تحدد مكان العربه اثناء الحركه او السكون اعتمادا على استمرار توصيل التيار الكهربى او استمرار فصله عن المرحل بواسطه الحساس المقترن بالطابق بحيث كان يتم تركيب ريليه لكل طابق وتكون هذه الريليهات فى اللوحة الرئيسيه فى صف واحد بنفس تتابع ترتيب الطوابق فى المبنى ويتم توصيل حساس الطابق على ريليه الطابق نفسه حفاظا على دقه الاداء وعدم الاتباك

ان الامر هنا اشبه بالضغط المستمر لمده ما على اطراف اصابع اليد بالترتيب ذهابا وايابا او بشكل ابسط طى اصابع اليد اثناء العد ومع ان هذه الطريقه التى تعد بدائيه فى عد ارقام الطوابق للمصاعد وكانت لا تحتاج الى برمجيات نهائيا ولكنها مازالت موجوده فى بعض تطبيقات المصاعد الحاليه مع تطوير الحساسات الميكانيكيه وظهور الحساسات المغناطيسية وكذلك ظهور الريليهات الكهرومغناطيسية الحديثه صغيرة الحجم تم تغيير شكل وحجم منظومة عد ارقام الطوابق ولكن بقت الفكره نفسها هى العامله لدرجه انها اصبحت اساسا نظريا فى صناعه اللوحات المبرمجه  المنطقيه الحديثه  المستخدمه بكثره فى تحكم وتشغيل معظم تطبيقات المصاعد الحاليه
مع ظهور هذه اللوحات المبرمجه لم نعد بحاجه الى تركيب حساس وريليه لكل طابق لانه تم الاستعاضه عن هذه المنظومه بثلاث او اربع حساسات كهرومغناطيسيه تركب على العربه هذه الحساسات من النوع القلاب المسمى باى ستيبل التى بامكاننا تثبيت حاله الفتح او الاغلاق لكل منها على حده ويتم توصيل اطرافها على مخارج مخصوصة فى كارت التشغيل الذى يحتوى على برنامج قادر على توصيف حاله الثلاثه معناطيسات مع بعضهم وترجمتها الى رقم طابق معين
فمثلا عندما تكون الثلاث مغناطيسات مفتوحه فى آن واحد تترجم على ان العربه فى الطابق الارضى مثلا وعندما تنطلق الى الدور الاول علوى يغلق المغناطيس الاول ويبقى الثانى والثالث مفتوحان وعندما تصل الى الدور الثانى علوى يبقى المغناطيس الاول مغلقا كما هو ويغلق الثانى ايضا ويبقى الثالث مفتوحا حتى تصل للدور الثالث علوى تكون الثلاثه مغناطيسات مغلقه وتبقى كلها مغلقه حتى تصل للطابق الرابع علوى يفتح المغناطيس الاول مثلا ويبقى الثانى والثالث مغلقا حتى تصل للخامس علوى يفتح الثانى مع الاول ويبقى الثالث مغلقا حتى تصل العربه للسادس علوى تفتح كلها فى آن واحد

ومع ارتفاع المبنى يتم اضافه مغناطيس آخر للنظام ويتم حساب حالة الاربع مغناطيسات مع بعضها وترجمتها الى رقم طابق معين بواسطه البرنامج وكان من متطلبات هذا النظام وجود شرائح مغناطيسيه او دوائر مغناطيسيه تسمى بولات يتم توزيعها على مسار الحركه فى مواضع تقابل الحساسات المعناطيسية بطريقه معينه واتجاهات اقطاب معينه تساعد على الضبط الصحيح لفتح واغلاق الحساسات حتى لا يحدث ارتباك ومازالت هذه الطريقه مستخدمه فى بعض انواع كروت تشغيل المصاعد حتى الآن وان كان معظم الفنيين الحديثين لم يصادفهم هذا النمط حتى الان
مما سبق يتضح ان الطرق السابقه اعتمدت على فكرة تثبيت حاله الحساسات نفسها اثناء الحركه او السكون مما دعانى الى ضمهما فى مرحله واحده من مراحل تطوير تقنية عد ارقام الطوابق للمصاعد

المرحله التاليه تطبيق العمل بتقنية عد النبضات الكهربيه

 التى يتم توليدها بواسطه الحساسات ويتم ترجمه عدد النبضات بواسطه البرنامج فى كارت التشغيل الى رقم طابق والنبضه الكهربيه هى توصيل التيارالكهربى المتردد وفصله بعد زمن بسيط او وصول شحنه كهربيه موجبه او سالبه وفصلها بسرعه فأصبحنا غير مضطرين الى استمرار توصيل او استمرار فصل التيار كما فى المرحلة السابقه ولكن سيتم عد ارقام الطوابق بواسطه عد المرات التى يتم توصيل التيار وفصله بعدها وترجمتها الى ارقام طوابق وكانت تتطلب هذه التقنيه استخدام حساس مغناطيسي واحد على العربه يتم توصيله بمخرج خاص به على كارت التشغيل ويتم وضع شرائح او بولات مغناطيسية على مسار الحركه فى مواجهه الحساس بطريقه معينه واثناء حركه العربه على المسار يمر الحساس على الشريحة المغناطيسه فتتصل نقاطه وتنفصل بعدما يتخطى هذه الشريحه فيعد البرنامج نبضه وهكذا ويكون البرنامج قادرا على توصيف نبضتين متتالتين على ان العربه تخطت طابق فيستطيع النظام العد انطلاقا من الطابق الارضى الى الطابق الاخير والعكس ويتميز هذا النظام بالسهوله وتوفير الوقت والجهد فى التركيب واعمال الصيانه بعكس الانظمة الميكانيكيه السابقه


لم تتوقف تقنيه عد ارقام الطوابق اعتمادا على حساب عدد النبضات الكهربيه فقط بل تخطتها الى حساب نبضات موجات الضوء المرئى او الليزر وكذلك الموجات الفوق صوتيه ايضا كما سبق اثناء عرضنا عن المشفرات الضوئية سواء المرمزات الدوارة الانكودرات او الخطيه منها وكذا موجات الصوت فى مواضيع سابقه
ونظرا لان النظام لا يعتمد على ثبات الحاله فعند فصل التيار عن النظام وعودته يرتبك ولا يستجيب لاى اوامر الا بعد اعاده العربه الى الطابق الارضى تلقائيا لتصحيح الوضع وبدايه عد ارقام الطوابق بصورة صحيحه
فى المرحله الحاليه من تطوير تقنيات عد ارقام الطوابق فى المصاعد وخصوصا مع الارتفاعات الشاهقه وزياده السرعه الى حد يقارب العشرين متر فى الثانية الواحده اصبحت الحساسات الكهربية والمغناطيسية غير مناسبه لهذا المدى من السرعه بحيث لا يمكن ان يعد النظام بواسطتها لان الاشارة اللازمة للتحكم يجب ان تنتقل بين الحساس ولوحة التحكم فى جزء بسيط من الثانية فتم الاستعاضه عن نظام النبضات الشائع حاليا فى معظم المصاعد بأنظمة حديثه تناسب هذه السرعات ومنها انظمة قياس المسافات اعتمادا على نبضات الفوق الصوتيات او نبضات الليزر اعتمادا على سرعه الموجه المستخدمة والزمن اللمستهلك لعوده او ارتداد الموجه من جسم العربه وكذلك استخدام نموزج عد وتحديد مكان العربه خاص بهذه التطبيقات للمصاعد عالية السرعه والذى نتناوله فيما يلى

نموزج تحديد موضع العربه فى المصاعد الحديثه wcs


يعتمد هذا النموزج على تشفير الموضع الذى توجد به العربه على كامل المسار وبدون اسلاك تصل المشفر بلوحة التحكم ويتميز بدقه تصل الى اقل من نصف المللى الواحد وسرعه تبادل بيانات عاليه ويتكون من جزئين هما رأس القراءة والرمز الفاصل
رأس القراءة عباره عن حساس على شكل حرف u كماسح كهروضوئى دقيق ويتم تركيبه على العربه
والجزء الثانى الرمز الفاصل هو شريط مرمز عمودى يمر خلال شق رأس القراءة بواسطته يتم تحديد مكان العربه بدقه اقل من مللى على كامل المسار

وبذلك نكون وصلنا الى نهاية عرضنا الحالى وعرفنا مراحل تطوير نظام عد الطوابق فى المصاعد

هناك تعليق واحد:

  1. النظام الحديث لتحديد الموضع ‏wcs‏ يعمل بنفس تقنيه فك شفرة الباركود المستخدمة فى معظم تطبيقات المبيعات فعند وقوف العربه او مرورها تقرأ رأس القراءة الشفرة الموجوده على الرمز الفاصل وتترجمها الى بيانات مكان العربه بالتالى يمكن توصيف مكان العربة على كامل المسار فى اى نقطه بدقه

    ردحذف

جميع الحقوق محفوظة لــ مدونة المصاعد 2022 ©